يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَفَضْلِهِ أَحْمَدْ اَللَّهْ رَبَّ اَلْعَالَمَيْنِ وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أُمًّا بَعْد ، أَحِبَّتِي فِي اَللَّهِ اَلسَّلَامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتهَ .
ما
هو يوم عاشوراء و لما سمى بهذا الاسم
هَا نَحْنُ فِي شَهْرٍ مُحَرَّمٍ وَيَوْمٍ اَلْعَاشِرِ عَاشُورَاءَ اَلَّذِي نَجَّى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيِّدنَا مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنْ وَجَيْشُهُ وَأَغْرَقَهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي اَلْيَمِّ .
قَبْلُ أَنْ اِبْدَأْ فِي اَلْحَدِيثِ عَنْ عَاشُورَاءَ آآْ أُرِيدُ أَنْ يَعْنِيَ أَوْجُهَ كَلِمَةِ آبَ لِأَبْنَائِى وَبَنَاتِى فِي قِطَاعِ غَزَّةَ ، وَأَدْعُو اَللَّهَ لَهُمْ اَلثَّبَاتُ أَنْ يُلْهِمَهُمْ اَلتَّوْفِيقُ وَانْ يُثْبِتُهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ ، وُ لِيَعْلَمُوا إِنَّهُمْ يَضْرِبُونَ لَنَا اَلْمَثَلُ وَيَعْلَمُونَنَا أَنَّهُمْ مَعَ اَلْمُكَوَّنِ فَتُسَيِّرُ اَلْأَكْوَانُ مَعَهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ رَبَّ اَلْعَالَمَيْنِ .
لِأَبْنَائِى وَبَنَاتِى فِي قِطَاعِ غَزَّةَ يَضْرِبُونَ اَلْمَثَلُ فِي صِدْقِ تَوَكُّلِهِمْ عَلَى اَللَّهِ ، صِدْقُ ثَبَاتِهِمْ صَدَّقَ تَوْحِيدُهُمْ صَدَّقَ دِفَاعُهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ ، عَرْضُهُمْ وَسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَنْ يَخْذُلَهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ حَتَّى وَإِنْ خَذَلَهُمْ اَلْعَالَمُ كُلُّهُ ، فَإِنَّ أَبْوَابَ اَلسَّمَاءِ لَا تَخْذُلُ اَلَّذِينَ يَنْتَصِرُونَ بِحُقُوقِهِمْ اَلَّتِي لَا يَتَزَحْزَحُونَ عَنْهَا لِأَنَّهَا حَقٌّ لَازِمٌ وَأَدْعُو اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالشِّفَاءِ وَلِلشُّهَدَاءِ بِالرَّحْمَةِ وَانْ يَكُون مَثْوَاهُمْ اَلْجَنَّةُ ، وَاسْأَلْ اَللَّهَ اَلْعَظِيمَ رَبَّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ أَنْ يُقَوِّيَ يَقِينُهُمْ وَانْ يُلْهِمُهُمْ الثَّبَاتُ ، يَعْنِي يَضْرِبُوا لَنَا اَلْمَثَلُ وَيَكُونُوا قُدْوَةً لِأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا فِي اَلْعَالَمِ اَلْإِسْلَامِيِّ كُلَّهُ وَلِكُلِّ حَرٍّ يُرِيدُ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ حَقِّهِ .
يوم عاشوراء و اليهود فى المدينة المنورة
أَحِبَّتِي فِي اَللَّهِ لِمَا اِنْتَقَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اَلْمَدِينَةِ اَلْمُنَوَّرَةَ أَوْ إِلَى يَاسِرْ بِصَارَةَ اَلْمَدِينَةِ اَلْمُنَوَّرَةَ فَوَجَدَ أَنَّ اَلْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمُ اَلْعَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمٍ فَسَأَلَ لَمٌّ يَصُومُونَ ? قَالُوا هَذَا هُوَ اَلْيَوْمَ اَلَّذِي إِنْجِي اَللَّهِ فِيهِ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنْ ، قَالَ أَنَا أُولَى أَوْ أَحَقَّ بِأَخِي مُوسَى مِنْهُمْ ، وَبَدَأَ فِي صِيَامِ يَوْمِ اَلْعَاشِرِ مِنْ مَحْرَمٍ . هُنَاكَ رِوَايَةٌ تَقُولُ إِنَّ لَوْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لَاصُومَنْ اَلتَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ مِنْ بَابِ مُخَالَفَةِ هَؤُلَاءِ وَلَكِنَّهُ فِي اَلْعَامِ اَلَّذِي اِنْتَقَلَ فِيهِ إِلَى اَلرَّفِيقِ اَلْأَعْلَى .
يوم عاشوراء و فضله مع د.عمر عبد الكافي
طَبْعًا اَلْكُلَّ يَتَحَدَّثُ وَالْكُلُّ يَعْلَمُ فَضَّلَ يَوْمُ اَلْعَاشِرِ مُحَرَّمٌ أَنَّهَا مُؤَكَّدَةٌ عَنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ مُلَمِّحًا ، اُنْظُرْ مَاذَا صَنَعَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لِمَا بَلَغَ أَنَّ هَذَا هُوَ اَلْيَوْمَ اَلَّذِي إِنْجِي اَللَّهِ عز وجل سَيِّدُنَا مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنْ ، أَرَادَ يَعْنِي أَنْ يُعْطِينَا مُلَمِّحًا وَيَرْفَعُ لَنَا رَايَةُ أَنْ نَفْرَحَ عِنْدَمَا يَنْتَصِرُ اَلْإِيمَانُ ، وَنَفْرَحُ عِنْدَمَا يَنْتَصِرُ اَلدِّينُ وَنَفْرَحُ عِنْدَمَا يَنْتَصِرُ صَاحِبَ اَلْحَقِّ ، وَنَفْرَحُ سُبْحَانَ اَللَّهِ أَنْ نَرَى عَدْلُ اَللَّهِ فِي هَذَا اَلْكَوْنِ .
فَكَيْفَ عَبَّرَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ اَلْفَرْحَةِ بَانَ صَامَ يَعْنِي يَصُومُ يَوْم عَاشُورَاءَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُتَقَرَّب إِلَى اَللَّهِ بِيَوْمِ صَوْمٍ عَاشُورَاءَ سُبْحَانَ اَللَّهِ ! اَلْقَضِيَّةِ لَيْسَتْ فِي هَذَا فَقَطْ .
ماذا نتعلم من يوم عاشوراء
وَإِنَّمَا اَلْقَضِيَّةُ سُبْحَانَ اَللَّهِ اَلْعَظِيمِ أَنْتَ مِنْ اَلْوَاجِبِ فِي كُلِّ مَنَاحِي اَلْحَيَاةِ ، عِنْدَمَا تَجِدُ نَصْرًا لِلَاسَلَامِ نَصْرًا لِفِكْرَةِ اَلدِّينِ ، نَصْرًا لِقَضِيَّةِ أو قَضِيَّةَ حَقِّ ، نَصْرًا لِانْتِصَارِ أَصْحَابِ اَلْمَبَادِئِ ، وَيَجِبَ أَنْ تَفْرَحَ ، يَعْنِي يَعْنِي تَجِدُ مَثَلاً مَثَلاً عَالِمًا جَلِيلاً يُفِيدُ اَلنَّاسُ ، تَفْرَحَ أَنْ يَنْتَشِرَ كَلَامُهُ ، تَجِدَ فَقِيهْ يَفْقَهَ فِي فِقْهِ اَلْوَاقِعِ وَيَنْزِلُ اَلنُّصُوصَ عَلَى اَلْوَاقِعِ تَفْرَحَ لِكَلَامِهِ .
عِنْدَمَا تَرَى إِنْسَانًا فِي اِسْتَقَامَ عَلَى طَرِيقِ اَللَّهِ أَوْ اِرْجِعْ اَلْحُقُوقَ اَلَّتِي كَانَ قَدْ ضَحِكَ اَلشَّيْطَانُ عَلَيْهِ فِيهَا وَأَخْذِهَا مِنْ أَصْحَابِهَا فَأَعَادَهَا إِلَى تَفْرَحُ أَيْضًا هَذَا هَذِهِ هِيَ أَفْعَالُ رَسُولِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَالْإِنْسَانِ مِنْ اَلْوَاجِبِ يَأْخُذُ مِنْ هَذَا اَلْمَلْمَحِ أَنَّ قَلَّ بِفَضْلِ اَللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلِيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ، أُفَضِّلُ شَيْءُ أَنْ تَفْرَحَ سُبْحَانَ اَللَّهِ بِمَا يَعْنِي يَنْصُرُ اَلْإِسْلَامُ وَالْمُسْلِمِينَ .
مواقف النبى صلى الله عليه وسلم مع عاشوراء
اَلْأَمْرُ اَلْأَخِيرُ قَلَّتْ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ جَمَعَتْ مِائَةَ وَعِشْرِينَ مَوْقِفًا مِنْ مَوَاقِفِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتِّينَ فِي اَلْحُزْنِ وَسِتِّينَ فِي اَلْفَرَحِ ، اَلَّذِي أَذْهَلَنِي اَلْكَلَامُ دُهْ مِنْ عِشْرِينَ تَلَاتِينْ سَنَةً .
اَلَّذِي أَذْهَلَنِي أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَفْرَحُ إِلَّا لِدِينٍ وَلَا يَحْزَنُ إِلَّا لِدِينٍ يَعْنِي مَسْأَلَةَ اَلدُّنْيَا دِي وَلَا تَسَاوِيَ شَيْءِ عِنْدَهُ سُبْحَانَ اَللَّهِ ! وَلَكِنْ كَانَ يَفْرَحُ لِدِينٍ وَكَانَ يَحْزَنُ هَذِهِ يَعْنِي سُلُوكِيَّاتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُسْتَفَدْ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ مِنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِهَذَا اَلْمَلْمَحِ .
نَدْعُو اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمْ . وَفِي اَلْآخَرِ يَعْنِي لَا دَاعِي لِأَنْ نَ❤سْأَلَ كُمُّ لِي مِنْ اَلثَّوَابِ ، يَا عَمِّي اُسْتُنَّانَا بِسَنَةِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَضِيعَ ثَوَابُكَ عِنْدَ اَللَّهِ ، وَلَا تَنْسَوْنِي مِنْ صَالِحِ دُعَائِكُمْ فَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ . وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتهَ .
https://youtu.be/fKفيديو الدكتور عمر عبد الكافي WaX6LFaX0
تعليقات
إرسال تعليق